اعذروني فقد انقطع سيل الكلام وتحدثت العينااااااااااااااااااااااااااااان ....

بالأمس في الساعات الاولى من الصباح كنت أطل على منظر كم افتقدته ل سنوات خلت ... بحر أخضر (غابة بمعنى الكلمة) تطل عليه نافذة غرفتي في منزل ريفى ضغير... وتراءت لي من بعيد القلعة القديمة من خلف ذاك البحر الزراعي ... وتراءت لي من خلف السنين ذكريات دفنتها ... فهاجني الشوق لانتزاعها من براثن النسيان .. فما كدت انهي عملي حتى قفز قلبي قبلي الى هناك ... حيث يغفو جزء من فتاة صغيرة

كانت قد حفرت على ابواب تلك القلعة كلمات لم اعد اتذكرها ولكنى بدت لي انها تتحدث عن احلام طفوليه ساذجة ... فعزمت على ان اعرف ان كنت حققت شيئا من تلك الاحلام ... ولكن صرفني عن ذلك ذكرى أغلى و اكبر أثرا في نفسى ... الى اطلال سوق شعبي قديم مجاور للقلعة وقد خلا من الباعة ومن رواده بعد مئات السنين كان لايخلو فيها من الناس ولا حتى لحظة واحده .. فقد كان كل شيء .. سوقا ومجالس ومسجدا وبيوتا عامرة .. والان هو مجرد مشروع تجاري لبعض التجار لاقامة مركو تسوق حديث مكان تلك الاطلال والى ذاك الحين هو ذكريات غاليه لكل من مر به من قبل .. ولذكريات بشكل خاص..

هناك في طرف رواق السوق ... حيث ضمني أبي اليه وامارات الابتسام تختلط على وجهه الغالي بامارات الغضب على صغيره ... يومها شعرت وهو يضع يدي في يده الغاليه اني امشي الى جانب الدنيا كلها ... سعيدة بل ويكاد القلب مني يتراقص فرحا ان انتهت مأساة ضياعي لاول مرة في زحمة انعدام الضمير .. تلت بين الوجوه والاماكن المحيطه بذاك السوق ... باحثة عن وجه هو الاغلى .. والذي يتمنى اليوم لو كانت دامت تلك اللحظات على امل اللقاء وانه لايفقده الان لفراق لا لقاء بعده الا في جنات الخلد ان شاء ربي ...

وقفت هناك من اسبوع وحيدة اتأمله وقد أقبل علي يكاد الا تقله الأرض مخترقا ذاك الزحام الى فلذة كبده وقد تسمرت انا بعد أن عادت الي الروح لما تأكدت انه قد رآني ...
كان يجتهد لاخفاء امارات القلق الذي انتابه حينها لساعات خال انه قد يفارق صغيره كما اجتهدت انا فيما بعد لاخفي حزني الذي كاد يقتلني يوم وفاته ...
يومها ... غرزت يداي في تراب قبرك يا غالى بعدما انصرف المشيعون وبقيت انا وذكريات معك ايها الحاني تتخاطفني .. وبكيت وبكى معي كل شيء جميل في هذه الدنيا لفراق قلب مليء عطفا وحبا للناس ولكل شيء في الوجود ...

جالدت لاكون قوية في الملمات كما عهدتني ولكن اي مصاب انت ايها الكبير ينهزم من نفس صغيرك اي تجلد يتصنعه أو أي قناع صبر ارتديه ...

وبالامس فقط ايها الكبير أحسست بان يداك تلامسان يداي ...
هل تذكر ايها الغالـــــــــــــــــي ؟ ... .......... آآآآآه

اعذروني فقد انقطع سيل الكلام وتحدثت العينااااااااااااااااااااااااااااان ....


انها ذكراك
التى لاتغيب عنى

رحم الله جميع موتانا وتغمدهم برحمته