( عقيل بن أبي طالب رضي الله عنه )
هو عقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي ،
ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه ، أبوه أبو طالب
بن عبد المطلب سيد بني هاشم في زمانه ، وأمه فاطمة بنت أسد
بن هاشم ويكنى أبا يزيد.
ولد رضي الله عنه في مكة المكرمة سنة 44 ق.هـ ، فهو أكبر من
أخيه جعفر رضي الله عنه بعشر سنين ومن أخيه الإمام علي رضي
الله عنه بعشرين سنة
( إسلامه )
أسلم ثم هاجر إلى المدينة سنة 8هـ ، وشهد موقعة مؤتة مع أخيه
جعفر رضي الله عنه ، ومرض فعاد إلى المدينة وأقام بها ، ولم يسمع
له ذكر في فتح مكة ولا حنين ولا الطائف ، وفي رواية أنه شهد
معركة حنين وثبت فيها مع الرسول صلى الله عليه وسلم.
(حب النبي له )
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبه ، وقال له مرة :
" يا أبا يزيد ، إني أحبك حبين :
حبا لقرابتك مني ، وحبا لما كنت أعلم من حب عمي لك "
ورد له ذكر في كتب الحديث مثل كتب البخاري والنسائي وابن
ماجه ، حيث روى عدة أحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم ،
وروى عنه ابنه محمد وحفيده عبد الله بن محمد ، والحسن البصري ،
وعطاء بن أبي رباح ، وغيرهم
( علمه )
كان رضي الله عنه بساما ، مزاحا ، وكان علامة بالنسب وأيام العرب
ومن أنسب قريش وأعلمهم بأيامها ، وكانت له سجادة تطرح له في
المسجد النبوي يصلي عليها ، ثم يجتمع إليه الناس يسألونه في علم
النسب وأيام العرب ، وكان أسرع الناس جوابا ، وأحضرهم مراجعة
في القول ، وأبلغهم في ذلك ، وكان مبغضا في قريش لأنه يعد مساويهم
فقالوا فيه بالباطل ، واختلقوا عليه أحاديث مزورة ، وكان مما أعانهم
على ذلك مغاضبته لأخيه الإمام علي رضي الله عنه وخروجه إلى معاوية
بن أبي سفيان رضي الله عنه في الشام .
(عقيل ومعاوية )
قال حميد بن هلال :
سأل عقيل عليا رضي الله عنهما ، وشكى حاجته .
فقال على رضي الله عنه : اصبر حتى يخرج عطائي
فألح عليه فقال : انطلق فخذ ما في حوانيت الناس .
قال عقيل رضي الله عنه : تريد أن تتخذني سارقا ؟
قال على رضي الله عنه :
وأنت تريد أن تتخذني سارقا وأعطيك أموال الناس ؟
فقال رضي الله عنه : لآتين معاوية .
قال على رضي الله عنه : أنت وذاك .
فسار إلى معاوية رضي الله عنه فأعطاه مائة ألف وقال :
اصعد على المنبر فاذكر ما أولاك علي وما أوليتك
فصعد عقيل رضي الله عنه وقال :
( يا أيها الناس .. إني أردت عليا على دينه ، فاختار دينه علي ،
وأردت معاوية على دينه ، فاختارني على دينه )
فقال معاوية رضي الله عنه :
هذا الذي تزعم قريش أنه أحمق .
- ويروى أن معاوية رضي الله عنه قال يوما في حضرته :
هذا لولا علمه بأني خير له من أخيه لما أقام عندنا وتركه .
فقال عقيل رضي الله عنه :
( أخي خير لي في ديني ، وأنت خير لي في دنياي ، وقد آثرت
دنياي وأسأل الله تعالى خاتمة الخير )
- وقيل إن معاوية رضي الله عنه قال :
هذا عقيل وعمه أبو لهب
فقال عقيل رضي الله عنه:
( هذا معاوية وعمته حمالة الحطب )
وكان معاوية رضي الله عنه يصله ويقضي عنه ديونه ، وقد وردت
عنه أخبار ونوادر في بعض الكتب مثل كتاب الأغاني ، وأكثرها
لا يصح ، تنقل عقيل رضي الله عنه بين البصرة والكوفة والشام
ولكن أكثر إقامته كانت في المدينة وله دار فيها.
( وفاته )
عمر عقيل رضي الله عنه طويلا ، وكان قوي الجسم شديد
البنية ، شوهد مرة ، وهو شيخ كبير يحمل دلو ماء كبيرا ،
وقد عمي في آخر عمره ، وتوفي في المدينة في خلافة
معاوية رضي الله عنه ودفن في بقيع الغرقد وقبره معروف
رحمه الله ورضي عنه